متى تنتظم الدورة بعد ترك حبوب منع الحمل من مجلة الحلوة موقع عالم حواء الأول، حبوب منع الحمل هي وسيلة شائعة لمنع الحمل تعمل عن طريق تغيير مستويات الهرمونات في الجسم، وهذا يؤثر على عملية التبويض والدورة الشهرية. لكن ماذا يحدث عندما تتوقف المرأة عن تناول هذه الحبوب؟ هل تعود الدورة الشهرية إلى طبيعتها مباشرة أم تحتاج إلى فترة للانتظام؟ وما هي العوامل التي تؤثر على هذا الأمر؟ في هذا المقال سنحاول الإجابة على هذه الأسئلة وتقديم بعض النصائح للمرأة التي ترغب في التوقف عن حبوب منع الحمل.
ما هو تأثير حبوب منع الحمل على الدورة الشهرية؟
حبوب منع الحمل تحتوي على هرمونات اصطناعية تشبه الهرمونات الطبيعية التي تفرزها المبايض، وهي الاستروجين والبروجسترون. هذه الهرمونات تعمل على منع نضوج البويضات وإطلاقها من المبايض، وبالتالي تمنع حدوث التبويض. كما تعمل على تغيير سماكة بطانة الرحم ولزوجة المخاط المهبلي، مما يصعب من انغراس البويضة المخصبة في الرحم أو وصول الحيوانات المنوية إلى البويضة.
عندما تتناول المرأة حبوب منع الحمل، فإنها تحصل على نزيف شهري يشبه الدورة الشهرية، لكنه ليس كذلك في الحقيقة. هذا النزيف يسمى بنزيف الانسحاب، وهو ناتج عن انخفاض مستويات الهرمونات عندما تتوقف المرأة عن تناول الحبوب لمدة أسبوع (في حالة الحبوب المركبة) أو عندما تتناول حبوب وهمية لا تحتوي على هرمونات (في حالة الحبوب المصغرة). هذا النزيف لا يعني أن المرأة تبوض أو أن بطانة الرحم تتساقط، بل هو رد فعل للجسم على التغيير الهرموني.
متى تنتظم الدورة بعد ترك حبوب منع الحمل؟
لا يوجد إجابة واحدة على هذا السؤال، فكل امرأة تختلف عن الأخرى في طريقة استجابة جسمها للتوقف عن حبوب منع الحمل. بشكل عام، يمكن تقسيم النساء إلى ثلاث فئات حسب مدة انتظام الدورة بعد ترك حبوب منع الحمل:
- الفئة الأولى: هي النساء اللواتي تعود الدورة الشهرية إلى طبيعتها مباشرة بعد ترك حبوب منع الحمل، أي خلال الشهر الأول أو الثاني. هذه النساء يبدأن بالتبويض مرة أخرى بشكل طبيعي، ويكون لديهن فرصة عالية للحمل في حالة ممارسة الجنس دون وقاية. هذه الفئة تشمل ما بين 20 إلى 40 في المئة من النساء اللواتي يتوقفن عن حبوب منع الحمل.
- الفئة الثانية: هي النساء اللواتي تحتاج الدورة الشهرية لفترة تصل إلى 3 أشهر أو 6 أشهر على الأكثر لتنتظم بعد ترك حبوب منع الحمل. هذه النساء قد يواجهن بعض التأخير أو الاضطراب في الدورة الشهرية أو غيابها أو تغيرات في شدتها أو مدتها. هذا يعني أن المبايض تحتاج لوقت لاستعادة عملها الطبيعي والتكيف مع المستويات الجديدة للهرمونات. هذه الفئة تشمل ما بين 50 إلى 80 في المئة من النساء اللواتي يتوقفن عن حبوب منع الحمل.
- الفئة الثالثة: هي النساء اللواتي تستمر الدورة الشهرية في عدم الانتظام أو الغياب لأكثر من 6 أشهر بعد ترك حبوب منع الحمل. هذه النساء قد يعانين من مشكلة تسمى بتأخر استجابة المبيض، وهي حالة نادرة تحدث عندما تتوقف المبايض عن العمل بشكل مؤقت بسبب تأثير الهرمونات الاصطناعية. هذه الحالة قد تحتاج إلى علاج هرموني أو دوائي لتحفيز المبايض على العمل مرة أخرى. هذه الفئة تشمل ما بين 1 إلى 3 في المئة من النساء اللواتي يتوقفن عن حبوب منع الحمل.
متى تنزل الدورة بعد ترك حبوب منع الحمل؟
عندما تتناول المرأة حبوب منع الحمل، فإنها تحصل على نزيف شهري يشبه الدورة الطبيعية، ولكنه في الحقيقة ليس كذلك. هذا النزيف يسمى بنزيف الانسحاب، وهو ناتج عن انخفاض مستوى الهرمونات في الجسم بعد انتهاء العلبة أو الدورة الشهرية من الحبوب. وعادة ما يحدث هذا النزيف خلال 5-7 أيام من إيقاف الحبوب، وقد يكون أخف وأقصر من الدورة الطبيعية.
أما الدورة الشهرية الحقيقية، فهي تعني عودة المبايض لإنتاج البويضات والهرمونات الطبيعية، وهذا قد يستغرق بعض الوقت بعد التوقف عن تناول حبوب منع الحمل. وفقاً لمنظمة الصحة العالمية، فإن معظم النساء يحصلن على دورتهن الشهرية الأولى خلال 2-4 أسابيع من إيقاف الحبوب، ولكن هذا يعتمد أيضاً على طبيعة الدورة قبل البدء باستخدام الحبوب ونوع الحبوب أو وسيلة منع الحمل المستخدمة.
هل يؤثر ترك حبوب منع الحمل على الحمل في المستقبل؟
لا توجد أدلة علمية تشير إلى أن تناول حبوب منع الحمل لفترة طويلة يؤثر سلباً على الخصوبة أو يقلل من فرص الحمل في المستقبل. بل على العكس، فإن حبوب منع الحمل قد تحمي المرأة من بعض الأمراض التي قد تؤثر على الحمل مثل التهابات الحوض أو الأورام الليفية أو سرطان المبيض.
وعادة ما تستطيع المرأة الحمل بعد 3-6 أشهر من ترك حبوب منع الحمل، ولكن هذا يعتمد أيضاً على عوامل أخرى مثل العمر والصحة والتغذية والتوتر وتوقيت الجماع وجودة الحيوانات المنوية.
ولزيادة فرص الحمل بعد ترك حبوب منع الحمل، ينصح باتباع بعض النصائح مثل:
- مراقبة موعد التبويض والجماع في الأيام الخصبة.
- تناول المكملات الغذائية مثل حمض الفوليك والزنك وفيتامين E.
- الابتعاد عن التدخين والكحول والمخدرات والمواد الكيميائية الضارة.
- الحفاظ على وزن صحي وممارسة الرياضة بانتظام.
- الاسترخاء وتجنب التوتر والقلق والاكتئاب.
- استشارة الطبيبة في حال وجود أي مشكلة صحية أو هرمونية تؤثر على الخصوبة.