هل تكتمل رئة الجنين في الشهر الثامن من مجلة الحلوة موقع عالم حواء الأول، الرئتان من أهم الأعضاء التي تتطور لدى الجنين خلال فترة الحمل، فهما المسؤولان عن تنفس الهواء وتبادل الغازات مع الدم بعد الولادة. لكن هل تكتمل رئة الجنين في الشهر الثامن؟ وما هي المراحل التي تمر بها رئة الجنين حتى تصبح جاهزة للعمل؟ وما هي العوامل التي تؤثر على نمو الرئتين وصحتهما؟ في هذا المقال سنحاول الإجابة على هذه الأسئلة وغيرها.
متى تكتمل رئة الجنين؟
بشكل عام، تكتمل رئة الجنين بحلول الأسبوع 36 من الحمل، أي في نهاية الشهر الثامن، ليتمكن الطفل من التقاط أنفاسه الأولى بعد الولادة. ولكن هذا لا يعني أن جميع الأطفال الذين يولدون في هذه المرحلة لديهم رئتين متطورتين بشكل كامل، فقد يحتاج بعضهم إلى مساعدة طبية لتنفس الهواء بشكل طبيعي. وبالمقابل، قد يكون لدى بعض الأطفال الذين يولدون قبل الأسبوع 36 رئتين تعملان بشكل جيد، دون الحاجة إلى أي تدخل. وهذا يعتمد على عدة عوامل، مثل الوراثة، والصحة العامة للأم والجنين، والتغذية، والتدخين، والإصابة بالعدوى، والتعرض للمواد الكيميائية، وغيرها.
مراحل تطور رئة الجنين
لا يحتاج الجنين إلى استخدام رئتيه حتى ولادته، فهو يحصل على الأكسجين من مجرى الدم عبر المشيمة، التي تربطه بالأم. ولكن رئتيه تتطور طوال فترة الحمل، استعدادًا لمرحلة ما بعد الولادة. ويمر تطور رئة الجنين بخمس مراحل رئيسية، هي:
- المرحلة الأولى: تحدث هذه المرحلة في الفترة بين الأسبوع الثالث والخامس من الحمل، حيث ينمو برعم الرئة من أنبوب صغير من الخلايا يسمى المعي الأمامي، والذي يشكل لاحقًا القناة الهضمية. وينقسم برعم الرئة في مراحل لاحقة إلى قسمين، يشكلان في نهاية المطاف الرئة اليمنى واليسرى.
- المرحلة الثانية: تمتد هذه المرحلة من الأسبوع الخامس حتى الأسبوع السادس عشر من الحمل، وتتميز بتكون الممرات الهوائية في الرئة. وبحلول الأسبوع السادس عشر من الحمل، تكون الشعب الهوائية والقصيبات الهوائية قد تشكلت، بالإضافة إلى أن الأكياس الهوائية تبدأ بالظهور في نهاية الممرات الهوائية.
- المرحلة الثالثة: تمتد هذه المرحلة من الأسبوع السادس عشر حتى الأسبوع السادس والعشرين من الحمل، وتتميز بنمو المزيد من الخلايا التي ستصبح أكياس هوائية، بالإضافة إلى نمو الشعيرات الدموية بالقرب من هذه الخلايا.
- المرحلة الرابعة: تمتد هذه المرحلة من الأسبوع السادس والعشرين حتى الولادة، وتتميز بتطور الكييسات الهوائية إلى حويصلات هوائية، إلا أنها لا تعتبر حويصلات هوائية ناضجة كما لدى البالغين في هذه المرحلة. وتصبح جدران الكييسات الهوائية أرق، لزيادة الحيز الذي يمتلئ بالهواء في الرئتين. كما يبدأ إنتاج مادة خافضة للتوتر السطحي، التي تمنع الأكياس الهوائية من الانهيار في نهاية كل زفير.
– المرحلة الخامسة: تمتد هذه المرحلة من الأسبوع الثاني والثلاثين وحتى مرحلة الطفولة بعد ولادة الطفل، وتتميز بتطور الأكياس الهوائية لتصبح حويصلات هوائية فعلية، بالإضافة إلى إنتاج المزيد من المادة الخافضة للتوتر السطحي، واستمرار تطور الرئتين.
الولادة المبكرة وعدم اكتمال تطور رئة الجنين
الولادة المبكرة هي التي تحدث قبل الأسبوع 37 من الحمل، وهي تشكل خطرًا على صحة الطفل، خاصة على جهازه التنفسي. فالأطفال الذين يولدون مبكرًا قد يعانون من مشاكل في الرئتين، مثل:
- متلازمة الضائقة التنفسية الحديثة: وهي حالة تحدث عندما لا تكون رئة الجنين قادرة على إنتاج ما يكفي من المادة الخافضة للتوتر السطحي، مما يؤدي إلى انهيار الأكياس الهوائية وصعوبة في التنفس. وقد تحتاج الأطفال المصابون بهذه المتلازمة إلى تنفس الأكسجين النقي عبر أنبوب أو جهاز تنفس صناعي، وقد يحتاجون أيضًا إلى تلقي مادة خافضة للتوتر السطحي بشكل مصطنع. وتزداد خطورة هذه المتلازمة كلما كان الجنين أصغر في العمر.
- النزيف الرئوي: وهو نزيف داخل الرئتين، قد يحدث بسبب ضعف الأوعية الدموية في الرئتين، أو بسبب ضغط الهواء العالي في الرئتين، أو بسبب الإصابة بالعدوى أو الالتهاب. وقد يؤدي النزيف الرئوي إلى تلف الرئتين أو توقف القلب أو الوفاة. وقد يحتاج الأطفال المصابون بهذه الحالة إلى تنفس الأكسجين النقي أو الدم الصناعي أو الدواء لوقف النزيف.
- الانسداد الرئوي المزمن: وهو حالة تحدث عندما يتلف النسيج الرئوي أو يندمج مع بعضه البعض، مما يؤدي إلى تقليل مساحة الرئتين وقدرتها على التنفس. وقد يحدث هذا الانسداد بسبب الإصابة بمتلازمة الضائقة التنفسية الحديثة أو النزيف الرئوي أو العدوى أو الالتهاب. وقد يؤدي الانسداد الرئوي المزمن إلى صعوبة في التنفس أو زيادة في ضغط الدم الرئوي أو تلف في القلب. وقد يحتاج الأطفال المصابون بهذه الحالة إلى تنفس الأكسجين النقي أو الدواء لتحسين وظيفة الرئتين أو الجراحة لإزالة النسيج المتلف.
كيف يمكن تحسين نمو رئة الجنين؟
هناك بعض الإجراءات التي يمكن اتخاذها لتحسين نمو رئة الجنين وتقليل خطر الولادة المبكرة، مثل:
- متابعة الحمل بشكل منتظم والحصول على الفحوصات الطبية اللازمة للكشف عن أي مشاكل قد تؤثر على صحة الأم أو الجنين.
- تناول الغذاء الصحي والمتوازن والغني بالبروتين والحديد والفيتامينات والمعادن، والابتعاد عن الأطعمة الضارة أو الملوثة أو المسببة للحساسية.
- شرب كمية كافية من الماء والسوائل الأخرى، وتجنب الكحول والمشروبات الغازية أو الحارة أو المحتوية على الكافيين.
- الامتناع عن التدخين والتعرض للدخان السلبي، فهذا يضر بنمو الرئتين ويزيد من خطر الولادة المبكرة والإصابة بالأمراض التنفسية.
- الحد من التعرض للمواد الكيميائية أو الأدوية أو الأعشاب الطبية أو العلاجات البديلة التي قد تؤثر سلبًا على صحة الأم أو الجنين، والاستشارة الطبية قبل تناول أي منها.
- ممارسة الرياضة الخفيفة والمناسبة للحمل، مثل المشي أو السباحة أو اليوغا، والتي تساعد على تحسين الدورة الدموية والتنفس والمزاج واللياقة البدنية.
- الحصول على قسط كافي من الراحة والنوم، وتجنب الإجهاد والقلق والتوتر، والبحث عن الدعم النفسي والاجتماعي عند الحاجة.
- الحصول على حقنة الستيرويدات في حالة خطر الولادة المبكرة، والتي تساعد على تسريع نمو الرئتين وتقوية الأوعية الدموية وتقليل خطر الإصابة بمتلازمة الضائقة التنفسية الحديثة.
الخلاصة
في هذا المقال، تحدثنا عن هل تكتمل رئة الجنين في الشهر الثامن، وما هي المراحل التي تمر بها رئة الجنين حتى تصبح جاهزة للعمل، وما هي العوامل التي تؤثر على نمو الرئتين وصحتهما، وما هي المشاكل التي قد تواجه الأطفال الذين يولدون مبكرًا بسبب عدم اكتمال تطور رئتيهم، وما هي الإجراءات التي يمكن اتخاذها لتحسين نمو رئة الجنين وتقليل خطر الولادة المبكرة. نأمل أن يكون هذا المقال مفيدًا لك.